18 - 07 - 2024

مؤشرات| شكرًا إسرائيل .. صنعتِ جبال كراهية للصهيونية

مؤشرات| شكرًا إسرائيل .. صنعتِ جبال كراهية للصهيونية

لاشك أن العدوان الإرهابي غير المسبوق من إسرائيل على قطاع غزة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، أسفر عن نتائج مهمة على المستوى العربي والعالمي، خصوصا أن العدوان الصهيوني خرج عن مفهوم رد الفعل إلى العقاب الجماعي على شعب غزة، والذي امتد إلى سكان الضفة الغربية.

ورغم خسائر الفلسطينيين المتلاحقة جراء هذا العدوان، تتكبد إسرائيل العديد من الخسائر ، اتسعت دائرة الكراهية العربية، بل من بعض شعوب دول العالم من هذا الكيان المحتل، ومن سياساته التي تؤكد أنه رافض للسلام، في ظل ما يعلن رئيس وزراء إسرائيل وحكومته المتطرفة من أطماع في المنطقة تتعدى حدود الأراضي المحتلة.

الكراهية جسدتها التحركات الشعبية العربية، والتي أجبرت بعض حكومات الدول لتغيير مواقفها المتأرجحة تجاه ما يحدث في قطاع غزة من دمار وقتل وتشريد وتهجير قسري غير مسبوق، وتلك السياسات التي تؤكد همجية هذا الكيان وعنصريته التي لم تعد خافية على أحد.

من أهم ما أفرزه العدوان الصهيوني هو حالة الإلتفاف الشعبي العربي مع أهل فلسطين في مختلف أرجاء الوطن العربي شمالا وحنوبا وشرقا وغربا، وفي تلك الدول التي حالت دون تنظيم مسيرات شعبيىة تضامنا مع غزة، تحول الفضاء الإلكتروني إلى مسرح ومنصات عالمية للتضامن، ومن حالت القيود بينهم وبين القيام بذلك، شاركوا متطوعين في جمع وتجهيز المساعدات والمؤن للشعب المحاصر برًا وبحرًا وجوًا، في تعبير عن رفض شعبي لسياسات الصهاينة.

منذ الأيام الأولى للعدوان الصهيوني جسدت مواقف الشعوب رفضا لهذا الكيان، ورفضا لكل وسائل وسياسات التطبيع، والتي كشفت أفعاله عن وجهه القبيح، وخططه لتشريد الشعوب، وليس في الأراضي المحتلة فقط، بل لتحقيق أطماع لم يخفها إرهاب نيتنياهو، والتي جاهر بها بهدف السعي لإقامة إسرائيل الكبرى المزعومة على أرض تمتد من مصر إلى العراق، والوصول إلى مكة المكرمة.

والمؤكد أن أول خسائر إسرائيل الصهيونية، هو دفن أي اتفاقيات تطبيع وسلام وعرقلة الخطوات بل غلق الباب أمام أي مساعٍ أخرى للتطبيع على المستوى الشعبي، ترسيخًا للكراهية التي تتوارثها الأجيال شعبيًا لكيان صهيوني يطمع لخط مسار يبدأ من القاهرة مروا بمنطقة الخليج العربي وحتى المدينة المنورة ومكة والفرات، مخترقا الأردن وسوريا وكل أرض فلسطين.

وكشفت أزمة غزة عن حجم القبح الصهيوني على كل المستويات، وهو ما دفع بحجم كبير من الشعوب العربية لرفض أي تطبيع، ليظل على الورق، ولتصبح أي اتفاقيات لا تساوي الحبر الذي تم تسطيره بها، من وجهة نظر الشعوب.

وفي متابعة لردود الفعل للشعوب العربية، منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، نجد أن ميادين مصر استقبلت مظاهرات دعت لها أطياف شعبية وأحزاب سياسية تضامنا مع فلسطين ودعما للرئيس عبد الفتاح السيسي في موقفه الرافض لتهجير سكان غزة إلى مصر، وبمشاركة من كافة أطياف الشعب.

وتصدرت أخبار تلك المظاهرات مواقع التواصل الإجتماعي في مصر مع مشاركة الآلاف في المظاهرات دعما لشعب أعزل يتم قتله جهارًا نهارًا ، وخرجت المظاهرات في الكثير من المدن، من شمال البلاد إلى جنوبها، بتنظيم من نقابات وجمعيات وطلاب جامعات وأحزاب،  خصوصا مع إعلان الدولة المصرية أن "مصر لن تسمح بإجلاء الأجانب من قطاع غزة قبل إدخال المساعدات له، والتصعيد سيقابل بتصعيد"، مع مظاهرات حاشدة متكررة انطلقت من صحن جامع الأزهر.

وفي العراق خرجت مظاهرات حاشدة حيث تحركت قوافل شعبية نحو الحدود مع الأردن لاعتصام مفتوح إلى حين فك الحصار عن قطاع غزة، بينما شهدت الأردن تجمعات بالآلاف في منطقة ناعور بنية التوجه نحو الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي الخليج كانت البحرين أكثر الدول التي شهدت تظاهرات دعما لغزة، ورفضا لسياسات قوات الإحتلال، كما خرج الشعب الجزائري لنصرة أهل غزة، وشارك الآلاف في مظاهرات حاشدة بمختلف محافظات البلاد، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وإحتشد الآلاف في نواكشوط بموريتانيا والرباط بالمغرب.

وانتفض العالم تأييدا لقطاع غزة من خلال مسيرات تأييد في العديد من دول العالم خصوصا في أوروبا في تحد للمواقف الرسمية لتلك الدول، فيما شهدت عواصم إسلامية أخرى احتجاجات واسعة نصرة لغزة وتنديدًا بجرائم الاحتلال مثل كوالالامبور بماليزيا، وجاكارتا بأندونيسيا.

الشاهد عربيًا، أن إسرائيل زرعت المزيد من الكراهية مجددا في قلوب العرب ودول أخرى، لتصنع جبالا من الكراهية والرفض الشعبي لكل مساعي التطبيع، لتصبح كلها وما هو قادم منها مجرد حبر على ورق بالنسبة لشعوب أمة كارهة لما هو كل صهيوني محتل وعنصري ونازي الأفعال.
---------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا